أماني النّجار _ خاصّ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
لماذا نقولÙ: "لا، لوهب٠الأعضاء"ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنّنا نَعي أنّ قلوبَنا، Ø³ØªØµÙ…ÙØª يومًا ما، لتÙنبضَ Ø±ÙØ¨Ù‘ما ÙÙŠ أجساد٠أخرى، أرهقَها المرض والخوÙ...! ألَسْنا على يقين٠أنَّ وهب كلية، كبد، أمعاء، أو Ù‚ÙØ±Ù†ÙŠÙ‘Ø©... Ø³ØªÙØ¹ÙŠØ¯ Ø·Ùلًا إلى ØØ¶Ù†Ù أمّه، وأبًا إلى كنÙ٠عائلتÙه، وشبابًا إلى ربيع أعمارÙÙ‡ÙÙ…...!
ÙÙŠ ظلّ٠عدم وجود ØÙرمَة٠دينيّة أو قانون٠يمنع٠وهبَ الأعضاء، والأنسجة البشريّة، إذًا ماذا ننتظر؟.
**تعري٠وهب الأعضاء **
وهب٠الأعضاء هي عمليّة٠نقل٠عضو٠أو أكثر، من جسد٠ØÙŠÙ‘ØŒ أو متوÙى، إلى جسد٠آخر ÙŠØØªØ§Ø¬Ù إلى Ø¹ÙØ¶ÙˆÙ ما. ÙØ¥Ù†Ø³Ø§Ù†ÙŒ ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ ÙƒÙيلٌ بأن ÙŠÙÙ†Ù‚ÙØ°ÙŽ ØÙŠØ§Ø©ÙŽ Ø«Ù…Ø§Ù†ÙŠØ© أشخاص، أي ÙÙŠ الأعضاء المسموØÙ التبّرع بها، هي الكلية، Ø§Ù„Ù‚ÙØ±Ù†ÙŠÙ‘تان، جزء من الكبد، الأمعاء، القلب، جزء من البنكرياس، الرئتان، النّخاع الشّوكيّ.
*دور منظمّة Ø§Ù„ØµÙ‘ØØ© العالميّة*
عمدتْ Ù…Ù†Ø¸Ù…Ø©Ù Ø§Ù„ØµÙ‘ÙØØ©Ù Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù…ÙŠÙ‘Ø©ØŒ إلى تنظيم عمليات٠وهب٠الأعضاء البشرية، وزرعها عبر سلسلة٠من التوجيهات التي تصبّ٠جميعÙها ÙÙŠ إطار Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على ØµÙ‘ØØ©Ù الواهب الØÙŠÙ‘ØŒ والمريض٠المستقبÙÙ„ للعضو، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ المسؤوليات؛ للØÙŽØ¤ÙˆÙ„ دون خضوع هذه المبادرة السّامية، لاعتبارات مادية٠أو مآربَ شخصيّة تنتقص من قيمتها الإنسانيّة. وأبرز هذه المبادئ، هو توÙّر Ø§Ù„Ø´Ù‘Ø±ÙˆØ·Ù Ø§Ù„ØµÙ‘ÙØÙŠÙ‘Ø© والقانونيّة المنصوص عليها، ÙØ¶Ù„اً عن التأكّد من مواÙÙ‚Ø©Ù Ø§Ù„Ù…ØªØ¨Ø±Ù‘ÙØ¹ على وهب٠أعضائÙه، بعيدًا عن أي ضغط٠عائليّ٠أو Ø¥ØØ±Ø§Ø¬Ù أو استغلال.
*وهب٠الأعضاء من الناØÙŠØ© القانونيّة*
ميّزَ القانون Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙØ¨Ù†Ø§Ù†ÙŠÙ‘ØŒ بين زرع الأعضاء، بين متبرع٠ØÙŠÙ‘ØŒ وواهب متوÙّى، بما يتطابق٠مع الأØÙƒØ§Ù… القانونيّة. ÙÙŠ هذا السّياق، قال Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…ÙŠ إيلي الهندي Ù„Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز: "بناءً على المرسومين 1142 Ùˆ109ØŒ اللذيْن ØªØØ¯Ù‘ثا عن شروط الوهب ودور الهيئة الوطنيّة، يجب٠على الواهب الØÙŠÙ‘ أن يدوّن خطيًّا رغبته الكاملةَ ÙÙŠ الوهب، وأن ÙŠÙØ®Ø¨Ø±ÙŽ Ø§Ù„Ø·Ø¨ÙŠØ¨Ù Ø§Ù„ÙˆØ§Ù‡Ø¨ÙŽ عن العوائق والنّتائج غير المضمونة التي ممكن أن تؤثّر عليه. أمّا الواهب المتوÙى، Ùيكتب٠وصيّةً أو سندَا رسميًّا، ومواÙقة الأهل أو الزوج، الزوجة، الأبوين، والأولاد"ØŒ مؤكدًّا "أنه لا يجوز خضوع العمليّة٠دون العودة إلى القضاء" .
*الوهب: شروطه وموانعه*
1- الواهب٠الØÙŠÙ‘: يجب٠أن يكون راشدًا (بين21 Ùˆ65 سنة) ÙˆÙŠØªÙ…ØªÙ‘Ø¹Ù Ø¨ØµÙ‘ØØ© جيّدة تخوله الخضوعَ لهذه العملية دون Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ§Øª.
2- الواهب٠المتوÙÙ‰: يكون قد وقّع ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ بطاقة تبرّع٠بالأعضاء والأنسجة، أو اتّخذ ذووه القرارَ بالوهب عند ÙˆÙØ§ØªÙ‡.
3- سنّ٠الواهب: للأعضاء (4- 65 سنة): لا وجودَ Ù„Ø³Ù†Ù‘Ù Ù…ØØ¯Ø¯Ø©Ù بالنسبة للأنسجة.
4- موانع٠الوهب هي:
السرطان (ما عدا سرطان الدماغ والجلد غير المنتشر)ØŒ سرطان٠الدَّم والسّرطان Ø§Ù„Ù„Ù…ÙØ§ÙˆÙŠÙ‘٠المنتشر٠(للقرنية Ùقط).
الأمراض٠السارية: (الصÙيرة، السيدا)
داء٠السكري، الضغظ المزمن وتجاوز سن الـ 65 (للأعضاء Ùقط).
**وهب٠الأعضاء من ÙˆÙØ¬Ù‡Ø© نظر٠دينيّة*
إسلاميًّا: يبقى الجدل٠ØÙˆÙ„ مسألة وهب٠الأعضاء سيّدَ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚ÙØŒ إذ يقع ÙƒØ«ÙØ± ÙÙŠ ÙØ®Ù‘ مغالطات٠وادّعاءات، من شأنها أن ØªÙØ«ÙŠØ±ÙŽ Ù„ØºØ·Ù‹Ø§ كبيرًا ÙÙŠ هذا الموضوع، ممّا قد ÙŠØ¯ÙØ¹Ù بعضَهم إلى الاعتقاد أنّ وهبَ الأعضاء والأنسجة البشرية لا يتواÙÙ‚ والشرائع السماويّة. لكن هذه الÙكرة لا تعبّر ØÙ‚يقةً عن واقع Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ ÙˆÙÙŠ هذا الصدّد، سأل موقعنا الشّيخ مروان الميس وقال: "إنّ وهبَ الأعضاء، سواءٌ من ØÙŠÙ‘٠إلى ØÙŠÙ‘ أو من متوÙÙ‰ إلى ØÙŠÙ‘ØŒ ببعده الإنسانيّ الأخلاقيّ هو عملٌ نبيل، وجائزٌ ÙÙŠ الإسلام شرطَ ألّا يترتبَ على ذلك ضررٌ بالغ بالواهب أو خطورة على وظائ٠جسمه الØÙŠÙˆÙŠÙ‘ة، بØÙŠØ« ÙŠÙوق٠الخطر٠اللاØÙ‚Ù Ø¨Ø§Ù„Ù…ØªØ¨Ø±ÙØ¹ Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬ÙˆÙ‘ للموهوب له. ووÙÙ‚ÙŽ Ø£ØÙƒØ§Ù… الشريعة الإسلامية، إنَّ وهب الأعضاء بعد Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø© يجوز٠ÙÙŠ ØØ§Ù„ كان المتوÙÙ‰ قد أوصى بذلك بموجب وصيّة٠خطية أو Ø´Ùهية تسمØÙ باستئصال أعضائه عندما ÙŠÙØ«Ø¨ØªÙ طبيًّا ØØµÙˆÙ„٠الموت الدّماغيّ؛ إذ ØªÙØµØ¨ØÙ ØÙŠØ§Ø© الإنسان هي ØÙŠØ§Ø© الخلية لا الشخص، وعندها لا مانعَ شرعيًّا من ÙØµÙ„ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ عن كلّ٠ما يوصله بالØÙŠØ§Ø© من أجهزة طبيّة ÙˆØªÙ†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø©".
وانطلاقًا من كون الشّرع الدرزيّ جزءًا لا يتجزأ من الشّرع الإسلاميّ، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ رأي Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الموØÙ‘دين الدّروز ÙÙŠ وهب الأعضاء ليس مغايرًا لرأي الدّين الإسلاميّ، إذ أكدَّ لنا مستشار شيخ العقل Ù„Ù„Ù…ÙˆÙ‘ØØ¯ÙŠÙ† دانيال سعيد: " أنّ العقيدةَ التوØÙŠØ¯ÙŠÙ‘Ø© ليست ÙÙŠ صدد التناقض مع العلم، بل على العكس هي ترØÙ‘ب٠بكلّ٠إنجاز٠طبّي ÙŠÙØ³Ø§Ù‡Ù… ÙÙŠ تخÙي٠آلام الإنسان، وإنقاذ ØÙŠØ§ØªÙ‡. وعليه، Ùهي لا تمانع٠من وهب الأعضاء البشرية، طالما أنّ عمليةَ الوهب تتمّ٠بملء إرادة الواهب، وبعيدًا من أيّ بدل٠ماديّ أو أذى Ù…ØØªÙ…ÙŽÙ„”.
ÙÙŠ المسيØÙŠÙ‘ة، يقول الأب طوني القضماني ردًّا على سؤالنا عن هذا الموضوع: "وهب الأعضاء من روائع Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘ة، خصوصًا إذا كان الواهب ØÙŠÙ‘ًا، وهذه قمّة العطاء ÙˆØ§Ù„ØØ¨"ØŒ مشدّدًا "على المسؤولية الطبيّة لزرع الأعضاء أنها دعوة مقدّسة شرط ألاّ تتعارض مع كرامة الإنسان على مستوياه كاÙّة".
**ماذا يقول٠الطّب؟*
بالنّسبة للواهب أشار نقيب٠الأطبّاء يوس٠بخّاش: "إلى أنّ هناك عدّة ØØ§Ù„ات، الواهب المتوÙÙ‰ دماغيًا، يجب أن ÙŠÙØ³ØªØ´Ø§Ø±ÙŽ Ø£Ù‡Ù„Ù‡ وأقاربه، ÙˆÙÙŠ ØØ§Ù„ المواÙقة، هنا يكمن دور اللجنة الوطنيّة بالتواصل مع المراكز التي تزرع Ø¨ØØ³Ø¨ دورها، إلاّ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ات الاستثنائيّة Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªØ¹Ø¬Ù„ة، ويبقى العضو الموهوب بعد الاستئصال 5 ساعات Ù…ØÙوظًا ÙÙŠ مواد ØØ§Ùظة. ومؤخرًا ÙÙŠ لبنان Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ù†Ø§Ùƒ ÙØ±ÙŠÙ‚ يستأصل ويرسل العضو، ÙˆÙØ±ÙŠÙ‚ آخر يجهّز المريض للعملية".
وتابع بخّاش بالقول: "إلى أنّ الأزمةَ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„يةَ ØÙŠØ§Ù„ هذه المسألة تكمن٠ÙÙŠ نقص عدد المتبرعين، ÙÙŠ Ø¸Ù„Ù‘Ù Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ Ù„Ø§ÙØª ÙÙŠ عدد المرضى على Ù„ÙˆØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø§Ù†ØªØ¸Ø§Ø±ØŒ والذين مع مرور الوقت ØªØªÙ‚Ù„ØµÙ ÙØ±ØµÙ‡Ù… Ø¨Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¡".
*شهادةٌ ØÙŠÙ‘Ø© عن هذا الموضوع*
شادي الدّن٠إبن٠الأربعين عامًا، ÙŠØ´Ø±Ø Ù„Ù†Ø§ ÙƒÙŠÙ Ù†Ø¬ØØª عملية٠زرع قلبه بالقَول: "لا ØÙŠØ§Ø©ÙŽ Ù…Ø¹ اليأس، ولا يأس مع الØÙŠØ§Ø© كان هذا شعاري...
بدأَت معاناتي ÙÙŠ العام 2003 ØÙŠØ« كانت البداية مع إنÙلونزا عادية استمرّت معي طويلًا، Ùكان تأثيرها كبيرًا على عضلة القلب، وبعدها تعرضْت٠لعدّة أزمات٠قلبيّة، وتمّت معالجتي ÙÙŠ مستشÙيات٠عدّة ÙÙŠ لبنان، تمّت خلالها زراعة بطاريّة؛ لمساعدة عضلة القلب التي Ø£ØµØ¨ØØª تعمل بنسبة 15% بعد ÙØªØ±Ø©ØŒ وكان يجب٠أن ØªÙØ¬Ø±Ù‰ عملية زراعة قلب ÙÙŠ أسرع وقت، ÙÙˆÙØ¶Ø¹Øª على Ù„Ø§Ø¦ØØ© الانتظار لمدة عام وشهرين أنتظر متبرّعًا".
وتابع قائلًا: "بعد مرور عام، اتصل بي د.جورج تادي الذي أجرى لي ÙØÙˆØµØ§ØªÙ ÙƒØ§Ù…Ù„Ø©Ù‹Ø› ليبشّرني بأنّ هناك متبرعًا للقلب، وطلب مني متبرعين للدم من أجل إجراء عملية زراعة القلب ÙÙŠ اليوم التالي، ÙˆØÙŠÙ† استيقظْت من العملية التي استغرقت 5 ساعات٠ونص٠الساعة، ÙˆØ¹Ø±ÙØª أنَّ المتبرعَ هي سيدةٌ لبنانية تبلغ٠من العمر 45 عامًا كانت قد توÙيت سريريًا وقلبÙها ما زال ينبض، ولم تكن هناك أيّة Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ§ØªØ› لأنني كنت أتناول الدواء Ø¨ØµÙˆØ±Ø©Ù Ø¯Ø§Ø¦Ù…Ø©Ù Ù„Ù„ØØ¯Ù‘ من أي Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ§Øª صØÙŠÙ‘Ø© ØªÙØ°ÙƒØ±. ÙˆØØ§Ù„تي الصّØÙŠØ© الآن، ممتازة وأمارس جميعَ أعمالي وهواياتي، وخصوصًا هواية الصّيد التي ØØ±Ù…ت منها طوال السنين الماضية".
وهب٠الأعضاء، معجزةٌ ØÙ‚يقيّةٌ؛ ØªÙØ³Ø§Ù‡Ù… ÙÙŠ رسم بداية ØÙŠØ§Ø© جديدة لمرضى تمّلكهم اليأس، ÙÙقدوا كلَّ أمل بالØÙŠØ§Ø©. إن كنت مع وهب٠الأعضاء، أخبر أهلك وأقاربك بذلك ولا تنتظر!