ممتاز سليمان - خاص الأفضل نيوز.
في بلدٍ تجاوزَ الدولارُ فيه الخمسين ألف ليرة، لا يزال بعض ممثلي الشعب لا يدركون حجمَ المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ولا يزالون يعيشون هاجس التجييش الإعلاميِّ والشعبوية والاستعراض أمام الشاشات على
شاكلة ما كان يحصلُ أيام ما سمي بالثورة، حيث فتحت بعضُ القنوات الهواء يمنةً ويسرةً على مدى أسابيع وأشهر.
لم يقتنع بعض النواب حتى الآن أنهم أصبحوا داخل المجلس النيابيِّ وأنه لم يعد متاحًا لهم الاستمرار بلعب دور المواطن المغلوب على أمره.
لم يقدرْ نواب الثورة أو التغيير أن يمارسوا دورهم داخل مجلس النواب ،وأن يكونوا صوت ناخبيهم داخلَ المجلس بعد أن تفتتوا وتشرذموا وأظهروا فشلًا في العمل البرلمانيِّ والمؤسساتيِّ، لا سيما في موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما تسبب بخيبة أمل لدى ناخبيهم لا سيما الشق الثوري.
مؤخرًا تجري محاولاتٌ لضخِّ الدَّم في هذا المسار ،ولكن للأسف على الطريقة الشعبوية الاستعراضية التي لا تغني ولا تسمن.
فبدءًا من قضية توقيف وليام نون - مع تسليمنا الكامل بأحقية قضية المرفأ والمطالبة الدائمة بالوصول إلى الحقيقة الكاملة - استغلَّ بعضُ النواب لا سيما فرع التغيير هذا التوقيفَ وأخذوا يتراكضون من مخفرٍ إلى مخفر، ومن شارعٍ إلى ساحة، أمام الكاميرات والإعلام في استغلال كامل ومنفِّرٍ للقضية.
في الساعاتِ الماضية خرج نائبان بحركةٍ استعراضية جديدة تتمثل في اعتصامهما داخل المجلس النيابيِّ وعدم الخروج منه حتى انتخاب رئيس للجمهورية، ناشرَين صورهما في الظلمة على ضوء الهاتف المحمول، ما لبث أن لاقاهما بعضُ زملائهما بالأغطية والوسائد، كما تداعى بعض الثوررين إلى مواكبتهما.
وهنا نقول آنَ الأوانُ ليفهم الجميع أنَّ الانتخابات النيابية أفرزت مجلسًا منذ أقل من سنة ،فلا مجالَ للاستمرار بالحديث عن ثورة وثوار وفاسدين وتغييريين وما سوى ذلك، ونعتقد أنه آن الأوان لأولئك أن يعلموا أن تلك التحركات والاستعراضات لن تؤتي أيَّ أُكلٍ من أيَّة ناحية كانت، بل تضييع للوقت والجهد، والأجدى أن تتمَّ المسارعة بين الكتل المختلفة وتحت قبة البرلمان إلى الشروع في حوار صادق وصريح حول الأولويات الراهنة في البلد وأهمها انتخاب رئيس ،لوقف الانهيار ،ومن ثمَّ تسمية مرشح من كلِّ كتلة وممارسة العملية الانتخابية وفقَ النصوص الدستورية..