محمد علوش- خاصّ الأفضل نيوز
بكل وقاحة يتحدث "الجيش الاسرائيلي" عن إجراء تحقيق داخلي بعد مجزرة رفح الأخيرة، وبوقاحة أكبر تتحدث الإدارة الأميركية عن إجراء تقييم حول ما إذا كانت الغارة الإسرائيلية على رفح تمثل تجاوزًا للخط الأحمر الذي وضعه الرئيس جو بايدن، وأنها "بصدد تحديد ما حدث بالضبط، من أجل بحث ما إذا كانت الظروف تستدعي اتخاذ إجراء أميركي".
عندما وقعت مجزرة المستشفى المعمداني ظنّ كثر أن المجزرة ستنهي الحرب وتحرك الدول والمنظمات والهيئات الأممية، ولكن ذلك لم يحصل بل استمرت الحرب وبنفس الإجرام الإسرائيلي، واليوم بحسب مصادر متابعة للحرب في غزة وجنوب لبنان فإن مجزرة رفح ستمرّ كما غيرها من المجازر، إلا في حال كان هناك قرار أميركي تحديداً للاستفادة من المجزرة لتضييق الخناق على نتانياهو.
بحسب المصادر فإنه بات من الواضح أن ما يُنهي الحرب هو أمر من اثنين، إما انتفاضة داخلية إسرائيلية تُطيح بالحكومة، وإما تدخل أميركي حاسم كونها تملك قرار الحرب والسلم وقادرة رغم كل الإدعاءات الكاذبة على وقف هذه الحرب الإسرائيلية لو أرادت وبالقوة عبر وقف التسليح بشكل كامل والتوجه إلى مجلس الأمن لإصدار قرار واضح بوقف الحرب.
بالنسبة إلى الخيار الأول، تتحرك المعارضة الإسرائيلية باتجاه الضغط على رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة، ويتحرك الوزير بيني غانتس من جهته لفرط عقد حكومة الحرب خلال النصف الأول من شهر حزيران، وبحسب المصادر يبدو أن حكومة الطوارئ تعيش أيامها الأخيرة، ولكن سقوطها لن يكون له مفعول إيجابي على وقف الحرب، حيث إن كل الإشارات التي يرسلها نتانياهو تؤكد مضيه بالحرب بعد سقوط هذه الحكومة، والتوقعات تُشير إلى أنه قد يتشدد أكثر بعد السقوط كونه لا يبقى له حليف سوى اليمين المتطرف الذي يطلق خطابات شيطانية تجاه غزة وأهلها.
ولكن رغم ذلك تدعو المصادر عبر "الأفضل" لمراقبة عمل المعارضة في إسرائيل بعد سقوط حكومة الحرب، إذ من المتوقع أن يكون لخروج غانتس من الحكومة وعودته إلى صفوف المعارضة تأثير على طريقة عمل هذه المعارضة التي قد تتحرك أكثر في الشارع الإسرائيلي، إنما هذا لن يكون له مفعول سريع، وبالتالي تبقى مسألة توقف الحرب على عاتق الأميركيين ومدى إمكانية نجاحهم في المحاولة التي يقومون بها.
على صعيد متصل، تكشف المصادر أن الإسرائيليين قدموا مقترحين جديدين لصفقة تبادل من أجل إعادة تحريك المفاوضات، مشيرة إلى أن قوى محور المقاومة وحركة حماس تحديداً ليست متفائلة بإمكانية الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، فهي من جهة اتفقت مع باقي مكونات محور المقاومة في لقاءات طهران الأخيرة بأن لا تتراجع قيد أنملة في مطالبها المتمثلة بإنهاء الحرب وإجراء صفقة تبادل للأسرى طويلة الأمد وانسحاب الإسرائيليين من غزة، ومن جهة أخرى تشعر بأن نتنياهو يريد إضاعة المزيد من الوقت من أجل استمرار الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.

alafdal-news



