أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
يشهد المستوى التّعليمي للطلبة في لبنان، تراجعًا ملحوظًا خلال السّنوات الأخيرة، منذ بدء جائحة كورونا وما تبعها من أزماتٍ اقتصاديّة وماليّة. من هُنا، تقوم وزارة التّربية والتّعليم العالي بالتّنسيق مع لجنة التّربية النّيابيّة، بالعديد من المبادرات من أجل الارتقاء بالقطاع التّعليمي كما كان في السّابق بالتّوازي مع مواكبته للتّطور العلمي الحاصل في العالم.
في هذا الإطار، كان لوزير التّربية والتّعليم العالي عباس الحلبي والوفد المُرافق له، سلسلة اجتماعات في المؤتمر العالمي لوزراء التّربية الذي يُعقد في لندن، تضمّنت إعادة تجديد اتّفاقيّة التّعاون التّربوي بين مصر ولبنان، والاطّلاع على كيفية إجراء الامتحانات الإلكترونيّة في مصر، إضافةً إلى تجديد العطاءات الماليّة من بريطانيا للبنان، وعرض المتطلبات التي يقتضي توافرها لإنجاح التّحول الرقمي، وتمّ التّوافق أيضًا على إيفاد بعثة عراقيّة إلى بيروت في الأسبوع المُقبل، لتبيان إذا ما كان هناك ملفات للطلّاب العراقيين لدى كل جامعة.
وفي حديثٍ خاصّ للأفضل نيوز مع مصادر مطّلعة في الوزارة قال: "طلبنا دعم لوزارة التّربية كما في السّابق؛ من أجل استمراريّة التّعليم والمرفق العام".
توضع المناهج التّعليميّة في قطاع التّربية والتّعليم، كخطط شاملة هدفها الدروس ومخططاتها، ومن المفترض أنّ هذه المناهج تُواكب كل تطور حاصل؛ لتؤكد فاعليتها.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع رئيسة المركز التّربوي للبحوث والإنماء هيام إسحاق وقالت: "لم يحصل أي تطوير أو تعديل في المناهج التّربوية في لبنان منذ عام ١٩٩٧، ممّا يجعلها بعيدة كل البعد من التّطور الحاصل في العقود الأخيرة في عالم العلم والمعرفة والتّكنولوجيا، إذ لم يحصل أي تطوير من ناحية الكفايات والمعارف وفي مواكبة المواضيع الجديدة والوسائل التعليمية الحديثة".
وأضافت: "وضعنا إطارًا وطنيًّا لتطوير المناهج التّربوية، ويجري حاليًّا العمل على تأمين خبراء يسعون إلى مواكبة تطورات العصر في المناهج التربوية الجديدة بعد التعديل، ونعمل منذ سنتين على المناهج المكتوبة أي تحديد الكفايات لكل صف ولكل مادّة، ومن ثمّ ننتقل لتأليف المقررات على أساسها".
إنّ المبادئ الأساسيّة لتطوير المناهج التّعليمية الجديدة عدّة منها: أن تتّجه عملية تطوير المناهج التّعليمية إلى المستقبل وإدخال عنصر تقدير المستقبل وما يحمله من تغييرات مع مراعاة توجّهات العالم في القرن الحادي والعشرين، والسّعي من خلال المنهج إلى استيعاب علوم العصر ورفع الكفاية التّكنولوجية عند الطالب فهمًا وأداءً من خلال ترسيخ الاتّجاه العلمي والتّقني.
في هذا الصدّد، سأل موقعنا مدير ثانوية قب الياس الرّسمية الأستاذ فادي حلاق وقال: "إنّ المناهج التّربوية لم يطرأ عليها أي تعديل منذ سنة ١٩٩٧، ولا شكّ أنّها لا تراعي الحداثة، ودمج التّكنولوجيا في التّعليم في حين أنّه يجب ربط المحتوى التّعليمي بالواقع للتخفيف على التلميذ الذي يشكل محور العملية التعلّمية".
وأضاف: "من الضّروري تحديث المناهج وتطويرها، وإدخال الأمور الحية وربطها بالواقع، وتكون بعض الدّروس ملائمة للتّكنولوجيا ليستطيع التلميذ أن يفهم المحتوى"، مشيرًا إلى "أنّ الذكاء الاصطناعي هو خطير لكونه سيصبح بديلًا عن الأستاذ وليس عن التّلميذ، لكن كل هذه الإجراءات بعيدة التّنفيذ حاليًّا بسبب غياب الدّعم وعدم تدريب المدّرسين على استخدام التّكنولوجيا".
ونحنُ إذ نعيش في عصر الاتّصالات والثّورة الرقميّة، فلا بدّ أن نندمج في تطوراته التي تبدأ بالتّعليم وتنسحب على جميع القطاعات الاقتصاديّة، أَم أنّ الأزمات المتتالية، ستبقى لتشكّل حاجزًا بيننا وبين ما يحصل في مختلف دول العالم؟.

alafdal-news



