كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
حدّد وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكين، الأسبوع الماضي، ويوم الاثنين منه، أن يحصل الرّد الإيراني ومعه ردّ "حزب اللّه" على اغتيال العدوِّ الإسرائيليِّ لكلّ من رئيس المكتب السياسي لحركةِ "حماس" اسماعيل هنية في طهران، والقائد الجهادي في "حزبِ اللّه" فؤاد شكر في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، لكنّ الرّدَّين لم يحصلا، لحسابات تتعلق بالقيادتين الإيرانيّة و"حزبِ اللّه"، لأن توقيتهما لن يكون على التّوقيت الإسرائيليّ والأميركي، بل وفق ساعة "محور المقاومةِ" في كل ساحاته، أو عبر كل ساحة وخصوصيّتها، وأن الرّدّ قادم وحتميّ ولا تراجع عنه، إذ سربت معلومات أميركية بأنّ الرّدّ قد يكون قبل ١٥ آب الحالي، وهو الموعد لانعقاد مفاوضات جديدة حول وقف الحرب على غزّة، دعا إليها كلّ من أميركا ومصر وقطر، وهذا توقّع قد لا يحصل، كما قال قيادي في "حزب اللّه"، الذي يؤكد بأنَّ الرّدّ ليس مرتبطًا بحدث سياسيّ، بل يتعلّق بالميدان، وهذا ما لا يعرفه من يضعون توقيتًا حول موعد الردّ، فهم يريدون أن يحصل بأقل الخسائر الممكنة، كي لا تتوسّع الحرب وتصبح إقليميّة، حيث نشطت الدبلوماسيّة الأميركيّة في هذا الاتجاه، وأرسلت وسطاء إلى القيادة الإيرانية، منهم من دول عربيّة كسلطنة عمان، لكن الجواب الإيراني، هو أنّ الرّدَّ مرتبط بالسيادة والكرامة والشرف، والوفاء للحلفاء، والدفاع عن دم ضيف لإيران، وهو قائد في المقاومة، فلا يمكن التساهل في هذا الموضوع، فتوقفت الوساطات التي حملت معها إغراءات لإيران، ومثلها لـ "حزبِ اللّه"، الذي كان حاسمًا بأن لا تراجع عن قرار الرد، الذي إذا لم يحصل، ستفقد المقاومة صدقيتها، وأن من وعد بالرد هو الأمين العام لـ "حزبِ اللّه" السيد حسن نصر الله، ووعده دائمًا صادق، وأن العدوَّ الإسرائيليَّ يأخذه على محمل الجد، لذلك هو يقف ليس على "رجل ونصف"، بل و"ربع"، والكيان الصهيوني في حالة رعب وهلع، ينتظر الرد، فبات المستوطنون في الملاجئ، كما أن رئيس حكومة العدوِّ الإسرائيليِّ، يعقد اجتماعاته في ملجأ تحت الأرض، ويقبع فيه مع وزرائه وقيادات أمنية وعسكرية، ويكفي هذا المشهد، للتأكد من أن انتظار الرّد، هو ردّ نفسيّ قبل أن يصبح عسكريًّا، وسقطت "هيبة العدوِّ"، بعد أن تزعزعت "قوة الجيش الّذي لا يقهر"، وهذه تسجل للمقاومة ومحورها ما حقّقته من إنجازات خلال الأشهر العشرة من الحرب الإسرائيليّة التّدميريّة على غزّة والتي نجح الجيش الإسرائيليّ فيها بالتدمير والإبادةِ الجماعية، وقتل الأطفال والنساء، وآخر مجازره ما ارتكبه في المدرسة وداخل مصلى لجأ إليها نازحونَ فلسطينيون، فدمّر عليهم المبنى وقتل نحو مئة طفل والعشرات من الجرحى.
لذلك، فإن نتنياهو لن يوقف الحرب، ولن يلتزم بأيّ قرار دوليّ طالبه بذلك، لأنه يستند إلى دعم أميركي، وهو تلقّى من الإدارة الأميركيّة برئاسة جو بايدن، ٣٥ مليار دولار كمساعدات، وقبل ذلك حصل على أطنان من السّلاح والذّخيرة، ومنها ما استخدمه في القصف على مدرسة الأطفال والنازحين إليها، ممّا يدلّ على أن أميركا وكلّ مسؤوليها يقفون إلى جانب إسرائيل، والدفاع عن أمنها ووجودها، وهي أرسلت الأساطيل والبوارج وحرّكت قواعدها العسكريّة، بانتظار الرد الإيراني، الذي لن يتأخر كثيرًا ومثله "حزبُ اللّه"، ولن تكون ساحات "محور المقاومة" بعيدة عن المشاركة، وقد لا تتأخر أميركا في الدفاع عن الكيان الصّهيونيِّ، وتدخل في حرب إقليميّة، لن تقف روسيا متفرّجة عليها، وكذلك الصين، ولكن لكلٍّ منهما مصالحه السياسية والعسكريّة، لا سيما روسيا التي لها قواعد في سوريا على البحر الأبيض المتوسط في طرطوس وحميميم، والصين تريد "طريق الحرير" آمنة، وهذا ما قد يوسّع الحرب، التي قال المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب أن العالم سيدخل في حرب عالمية ثالثة.