كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
من هو التالي من لبنان الذي سيزور سوريا، ويلتقي حاكمها الجديد أحمد الشَّرع، الذي سمى نفسه "القائد السياسي لسوريا الجديدة"، بعد أن سيطر تنظيمه "هيئة تحرير الشَّام" على أجزاء واسعة من سوريا، بعملية عسكرية لم تستغرق سوى عشرة أيَّام، دون قتال أو أعمال عسكرية مع الجيش الذي كان يُوالي النِّظام السّابق، فانهارت المؤسسات وغادر الرئيس بشار الأسد إلى روسيا.
فأوَّل زيارة للسّلطة الجديدة، كانت لرئيس الحزب التّقدُّمي الاشتراكيّ السابق وليد جنبلاط على رأس وفد ضم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، ورئيس "اللقاء الديمقراطي"، النائب تيمور جنبلاط مع نواب ووزراء ورجال، والتقى الوفد بالشرع ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، ولم يحصل لقاء خاص بين الشرع وجنبلاط الأب، بل كان لقاء موسَّعًا أمام وسائل الإعلام، ولوحظ أن الشرع يصافح تيمور جنبلاط الذي كان إلى جانب والده.
فالزيارة الدرزية بشقَّيها السياسي والديني، جاءت من طرف واحد وهو "الجنبلاطية السياسية" التي وقف زعيمها مع ما سمّي " الثورة" ضدّ النظام السوريِّ، وشجع على إسقاطه لا سيما مجموعات درزية في السويداء وجبل العرب، سمت نفسها "رجال الكرامة" وقادها الشيخ وحيد البلعوس الذي قتل في ظروف غامضة، وتابعَ المسيرةِ بعده ابنه الشيخ ليث البلعوس الذي أعلن ولاءه للسلطة الجديدة، ووعد نفسه بأن يعني مسؤولًا في الحكم الجديد.
وأراد جنبلاط أن لا يكتفي بتهنئة القيادة الجديدة لسوريا، بل يقدم نفسه حليفًا لها، وفق علاقات ندية تقوم بين الدولتين، بتصحيح ما اعتراها من شوائب، وأن لا تتكرر التجربة السابقة، لزمن الوجود السوري في لبنان، والممارسات الأمنية والسياسية فيه، وكان جنبلاط من حلفاء النظام السوريِّ في تلك المرحلة، التي كانت تمر في مواجهات سياسية واعتراضات على أداء، كمثل رفض جنبلاط لانتخاب الرئيس إميل لحود والتمديد له.
لقد ثبت جنبلاط تحالفه السياسي مع القيادة الجديدة، التي لا يعرف ما إذا كان الشرع سيبقى على رأسها، ويحكم لوحده، بعد أن ظهرت أصوات من المعارضة السابقة تتهمه بالانفراد في الحكم، وهو نصَّب نفسه قائدًا دون التشاور مع أحد، وأتى بحكومة هي من تنظيمه، وكانت تتولى السلطة في إدلب.
أما من سيكون الزائر الثاني من سياسيي لبنان، فجرى الحديث عن أن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، سيقوم بزيارة دمشق، وهو كان أول من ساند "الثورة السورية"، في العام ٢٠١٠، وأرسل لها المساعدات العسكرية والدعم السياسي، وكلف النائب السابق عقاب صقر، بأن يقوم بدور المنسق مع "الثوار" وأخذ من تركيا مقرًّا له، والتي كانت حاضنة للحراك الشعبي ضدَّ النظام لإسقاطه، ويصل "الإخوان المسلمون" إلى السلطة، لكن دعم الحريري بدأ يتلاشى، مع انكفاء السعودية والإمارات عن دعم "الثوار"، إضافة إلى أنه واجه مشاكل مع المملكة التي أقصته عن السياسة في لبنان، بعد عام ٢٠١٧، وأعلنت إفلاس شركاته في السعودية، التي توجه منها إلى الإمارات العربية المتحدة التي احتضنته كرجل أعمال فقط، ولا يعمل منها في السياسة وهذا ما حصل.
وأعلن الحريري، بأنه لن يزور سوريا في هذه الفترة، حتى تظهر الصورة السياسية أكثر وضوحًا، وهو سهل عليه أن يدخل سوريا عبر تركيا التي يقيم علاقات جيدة مع رئيسها رجب طيب أردوغان، الذي بات صاحب الكلمة الأولى في سوريا، التي خضعت لنفوذه مع وصول "هيئة تحرير الشَّام" إلى السلطة.
أما من بدأ يفكر سياسيًّا بزيارة سوريا، هو رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، الذي أطلق شعار "فليحكم الإخوان" مع بدء ما سمّي "الربيع العربي"، لكنه ينتظر التطورات التي ستحصل في سوريا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
فالثلاثي جنبلاط والحريري وجعجع، يعتبرون أنهم تأذوا من النظام السابق بالاغتيالات كـ " كمال جنبلاط" و"بشير الجميل" و"رفيق الحريري" وهم ذكرهم الشرع.