ليديا أبودرغم – خاص الأفضل نيوز
عهد جديد يتشكل في لبنان، على وقع انهيار دراماتيكي للتحالفات السياسية، وفي أعقاب أجواء سياسية مشحونة وصراعات حادة بين القوى السياسية والطائفية، في وقت تواجه فيه البلاد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية والأمنية في تاريخها الحديث، عقب حرب مدمرة لم تضع أوزارها بشكل نهائي بعد، تاركة البلاد في حالة من الترقب، وهو ما استثمرته المجموعة الدولية والإقليمية وتحديداً السعودية لإعادة تشكيل المشهد، بدءًا بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، مروراً بتكليف سلام بتشكيل حكومة جديدة التي لن تتأخر كثيراً كسابقاتها.
فالرئيس جوزف عون الذي اختار السعودية وجهته الأولى إيماناً منه بدور السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، يريد التنمية للبنان وإعانته على النهوض مجدداً، فبرزت الرياض كربان للتنمية والاستقرار، وهي التي كانت على الموعد دائما، من منطلق قيادتها للعالمين العربي والإسلامي ومكانتها الدولية.
ويدخل لبنان والمملكة العربية السعودية حقبة جديدة من العلاقات عنوانها التآخي والتعاضد تحت مظلة سيادة وسلطة الدولة التي يجب أن تكون حامية لشعبها وبعيدة عن الاستقطابات المضرة بالأمن القومي العربي.
سياسة الرخاء السعودي نجحت بالصبر الاستراتيجي وبطول النفس وبتجسير العلاقات مع تركيا وإيران وكل القوى الإقليمية من خلال اعتماد الدبلوماسية السعودية على سياسة النفس الطويل وتمكنت من الولوج الى الساحتين اللبنانية والسورية، من خلال التطورات الإيجابية في المنطقة التي تصب في مجملها لصالح شعوب المنطقة أولاً وصالح أمن لبنان وسوريا واستقرار كل شعوب المنطقة دون استثناء.
الوضع العربي بدأ يضغط على الاحتلال الإسرائيلي بأن يركب في قطار السلام، من خلال التفاهمات والعلاقات التاريخية بين الرياض وواشنطن، التي تراهن على أن تاريخ 20 يناير سيضع المنطقة في مرحلة جديدة من مراحل التعاون والاستقرار والأمن والرخاء.
اللقاء المرتقب بين الرئيس المنتخب العماد جوزاف عون وولي العهد السعودي محمجد بن سلمان، سيتّجه نحو رسم المسار في استتباب الأمن اللبناني واستقراره وتهيئة مقعده في مشروع المجتمعات الحيوية والشعوب المزدهرة وهناك تحديات كبيرة أمام اللبنانيين يحتاجون لتخطيها على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية ويحتاجون لصديق موثوق كالسعودية قادر على إعادة لبنان الى سويسرا الشرق مجدداً.