محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
تبحث إسرائيل عن استعادة ردعها، وتفعل في سبيل ذلك كل ما يمكنها فعله، فرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو كان ولا يزال يرغب بجرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى حرب شاملة في المنطقة مع إيران بشكل أساسي، وبالتالي فإن حادثة مجدل شمس أتت في هذا السياق، فيومًا بعد آخر يتم التأكيد وبالدليل القاطع أن الحادثة لم تكن صدفة، والأكيد أنها لم تكن من جهة حزب الله.
في هذا السّياق يرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور محمد سيف الدين أن الضربات الإسرائيليّة في بيروت وطهران أظهرتا الجهة المستفيدة بالمقاييس من ضربة مجدل شمس، مشيراً عبر "الأفضل" إلى أن نتانياهو يبتكر فرصاً جديدة لجرّ الأميركيين إلى الحرب الموسعة، كما كان يسعى طوال الأشهر الماضية، وهو وضع محور المقاومة أمام أمر واقع صعب ودقيق ويحتاج إلى الكثير من الحساب الدقيق لمفاعيله والخطوات المتاحة فيه.
بحسب سيف الدين فإن تعثّر إسرائيل في حرب غزة لا يزال قائمًا، فهي لم تحقق أي من أهداف الحرب بعد، ولكنها تمكنت من فرض وقائع جديدة لا يمكن أن تبقى دون استجابة، وبحسب هذه الاستجابة ستتبلور مسارات الأحداث المقبلة في المنطقة، وهذه المسارات تحمل سيناريوهين فإما نتّجه نحو الحرب الموسعة في المنطقة، أو نحو وقف الحرب في غزة ولبنان والبحث عن تسويات كبرى.
بحسب كل المعطيات فإن محور المقاومة لا يمكنه السكوت عن الضربات القاسية التي تعرض لها، ولكنه بنفس الوقت سيرغب بأن لا يحقق لنتانياهو هدفه المعلن منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول، أي جرّ المنطقة إلى حرب تكون الولايات المتحدة الأميركية طرفاً فيها، ويرى الباحث سيف الدين أن أي اتساع في رقعة الحرب وشكلها ووتيرتها ستؤدي إلى جملة نتائج أبرزها اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تستمر لسنوات، وتكون قابلة لأن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة بعد اجتذاب قوى دولية إليها، وخسارة أميركية قاسية للسباق مع الصين، واندلاع أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة من قبل، ودخول روسي على خط الحرب من خلال تسليح أعداء أميركا، كما نتائج على المدى القصير تتمثل بخسارة حتمية للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
من هذا المنطلق يمكن البحث في خيارات المحور بالردّ، فالرّدّ يجب أن يكون مدروساً بعناية، يؤدي الغرض منه ولا يمنح نتانياهو ما يُريد، وبالتالي من المتوقع أن تكون مدن إسرائيليّة أساسية مسرحاً للرّد، وبحسب سيف الدين فإن الرّد قد يكون على أهداف عسكرية، وفي شقه غير العسكري يكون من خلال استكمال العمل والضغط السياسي لأجل فرض وقف الحرب على غزة.
إلى هذه الدرجة تُعتبر المرحلة الحالية حساسة على صعيد المنطقة والعالم ككل، فالحرب التي بدأت منذ 7 تشرين الأول تشكل بداية رسم مسار جديد للمنطقة، والتوازنات فيها، ولذلك كانت الحرب معقدة ومتداخلة، تبخرت فيها الحدود تحت عنوان وحدة الساحات، تتواجه فيها ساحتان كبيرتان، الأولى تضم محور المقاومة والثانية تضم إسرائيل وأميركا وأبرز الدول الأوروبية.